بدأت القصة في عام ٢٠٠٤ عندما انطلقت في استكشاف عالم فنون الدفاع عن النفس. كنت ابحث عن نظام قتالي فريد يتناسب مع احتياجاتي، يعتمد على البراعة بدلاً من القوة والتدريبات المكثفة، ويكون فعّالًا وسهلًا للدفاع عن النفس والنجاه في المواقف الخطرة, فلم اكن اريد المشاركه في البطولات التنافسيه والاستعراضية. بعد ممارسة الكاراتيه والكونغ فو، وجدت أن الإيكيدو كان الخيار الذي أثار اهتمامي بنظامه المبتكر في القتال.
لان هذا النظام يعتمد على الهندسة الحركية للسيطرة على الخصم، ولا يعتمد فقط على القوة العضلية، بل يستفيد من قوى الخصم ضده. يجمع بين الحركات المتقنة والتكرار، ولا يعتمد على القوة البدنية. هدفه الأساسي هو السيطرة على الخصم دون تسبب في إصابات خطيرة. يُركز على الهدف الأساسي، الذي يتجلى في السيطرة على الخصم بدون دماء.
يتميز هذا النظام بعدم التقيد بقوانين محددة في القتال؛ فهو ليس مصممًا للمنافسات أو البطولات. بل يهدف إلى إعادة برمجة الجسم والعقل لتحقيق تناغم أكبر وسلاسة في الحركات، مما يسهم في تحقيق هدوء داخلي.
بعد ممارسة الإيكيدو لمدة تزيد عن ٥ سنوات، أدركت أنه اختيار ممتاز لتحقيق الاهداف الأساسية التي كنت ابحث عنها. ومع ذلك، أدركت أيضًا أن هذا النظام يفتقر إلى عناصر مهمة للتعامل مع مواقف أكثر تحديًا. الإيكيدو بنظامه الحالي يؤهلك للتعامل مع مواقف الدفاع عن النفس مع الأفراد غير المتخصصين في القتال ، ولكنه لا يكفي للتعامل مع خصوم ذوي خبرة في المواجهات القتالية بشكل عام.
لم يكن هذا النقص عيبًا في الإيكيدو بل كان نتيجة للنظام التدريبي الذي تم تبنيه بدون تطوير ولكن المفاجأه انه بعد البحث، اتضح أن مؤسس الإيكيدو، موريهي أويشيبا، استلهم النظام من عدة تقنيات قتالية منبثقة من فنون الجيجيتسو الياباني وفنون أخرى. ركز أويشيبا على تحسين أداء وتوجيه الحركات بفعالية وأنسجام أكبر، دون التركيز علي اساسيات القتال كالضربات والركلات لانه بالفعل كان يمتلكها هوه وتلامذته وكانت اساسيات لا غني عنها فكان كل تركيزه علي تطوير الدفاعات بأسلوبه الخاص المبني عل الحركات الدائريه واتباع قوي الخصم واعاده توجيها واستخدام قوته ضده.
وبعد البحث وعلى مدى سنوات التدريب، بدأت في دمج نظام الإيكيدو وفن الونج تشن، الذي يعتمد على ضربات اليد والركل والمسافات القريبة كما به نظام متطور لأستخدام السكين والسيف , واجهت تحدياً في دمج هذين النظامين بسبب اختلاف الاستراتيجيات ,وذلك علي عكس الفنون مثل الكيك بوكس والماي تاي التي تعتمد على مسافات بعيدة، بينما يستند الإيكيدو على الاقتراب من الخصم كما في الونج تشن ايضا. هذا الدمج المعقد يتطلب توازناً دقيقاً بين الاستراتيجيات المختلفة.
وعلي الرغم انه ف ارض المعركه يجب تجنب السقوط ارضا او النزول مع الخصم في الارض ويجب ان تسيطر علي استقامتك وثباتك ولكن في حال السقوط يجب ان يكون هناك المؤهلات التي تساعدك علي النجاه والسيطره علي الموقف ولذلك كان ينقصنا القتال الارضي وبعد تجربة مختلطة مع مجموعة من الفنون القتالية، وجدت أن فن الجيجيتسو البرازيلي يناسب تماماً التحديات المتعلقة بالقتال على الأرض. قمت بتطوير مهاراتي في هذا الفن لأجل تحسين قدرات النظام المعدل AIKICHUN في التعامل مع مواقف القتال الأرضي.
لكن التحدي الأكبر كان في دمج الونج تشن والجيجيتسو وبعض الانظمة الاخري من خلال نظام قتالي تيكتيكي AIKICHUN. إذ كان هناك تباين كبير في الاستراتيجه وتشابه كبير في النظام , فلكل نظام هدف مختلف ولكن طريق الوصول واحد وهو اختراق قوه الخصم والوصول للنقطه صفر وهو قريب من جسم الخصم لاحداث السيطره وكل فن بطريقته ولذلك تم بناء المنهج الخاص بالتدريب علي اساس الاستراتجيات القتاليه والسياريوهات المختلفه التي يجب التدرب عليها حتي تكون شيء طبيعي تم التعامل معه لو واجهته في الواقع.
ومن حسن حظي عندما سافرت إلى الصين لتعلم ونج تشن، كان من الصعب العثور على مدرسة مناسبة. تمضيت ست سنوات هناك، حيث قمت بالتدريب في مدرسة “EVER GREEN” تحت إشراف الماستر Ronald Kho، الذي ينتمي إلى الماستر Samuel Kwok ومدرسه هونج كونج التي تحت اشراف ip chun ابن المؤسس ip man
و بينما كنت في الصين، في رحلات العمل الخاصه بي عملت مع جهاز مكافحة الجريمة في منطقة شينزن لتطبيق نظام AIKICHUN بديلا عن نظام الكراف ماجا الإسرائيلي. بقيت هذه النظام معتمدة لمدة اربع سنوات، وقمت بتدريب أفرادهم بنجاح. وأتمنى أن ينتشر هذا النظام في مصر والعالم العربي وأن يظل في تطور ليحقق اهدافه
AIKICHUN ليس نظامًا او فن قتالي جديدًا، بل هو دمج للعديد من الفنون القتالية التي تركز على الدفاع عن النفس. يهدف إلى توفير أسلوب قتالي فعّال يستفيد من مجموعة متنوعة من التقنيات والاستراتيجيات. يتيح للمقاتلين النجاة والسيطرة في القتال القريب والقتال الأرضي والتعامل مع المواقف الخطره .
على العكس من الـ MMA الذي يجمع بين الفنون القتالية المختلفة لتحقيق الانتصارات في المسابقات، يتميز نظام AIKICHUN بتوجهه نحو الدفاع عن النفس والقتال الحقيقي. يقدم تحديثًا مختلفًا للفنون القتالية التقليدية، يركز على الفعالية والتكتيك في الوقت الذي يشمل فيه مجموعة متنوعة من النماذج القتالية والمواقف, والتي تناسب القوات الخاصه والقتال اثناء حمل المعدات وتناسب تحقيق اهدافهم , وتذكر أن من أهم الاهداف هو تحقيق اقصي نتيجه باقل مجهود.
